الموسوعة الفرنسية |
الماسونية|الموسوعة الفرنسية صناعة ماسونية
البشرية في كل حقبة من تاريخها تمر بعصر معين له خصائصه الفكرية
والاجتماعية فالتي تصبغ كل الأمم والمجتمعات, نعيش اليوم في العصر الحديث الذي
يمثل أرقى ما وصل له الإنسان من فكر وحضارة وعلوم وتقنيات متقدمة غيرت حياة الإنسان.
لكل عصر نقطة بداية تشعل فتيل انفجاره وظهوره في التاريخ,الثورة الفرنسية
هي الرحم الذي انبثق منه العصر الحديث, كل الأفكار والنظريات والقيم من حريات
فردية و حقوق الإنسان ونظريات تحرير المرأة إفرازات لروح عصر الحداثة المولود من
بطن ثورة فرنسا.فما هي الثورة الفرنسية؟وما هي ظروف حدوثها؟ومن هم أعلامها
وقادتها؟
الثورة تدبير وتخطيط
الثورة ليست وليدة ظروفها اللحظية, فهي ليست فتيل يشتعل بين عشية وضحاها بل
تحتاج إلى مسببات وتدبير وتخطيط محكم, لا يختلف اثنان درسا تاريخ ثورة فرنسا على
الدور الكبير الذي لعبته الموسوعة الفرنسية في التمهيد للثورة.
إذا صادف وقرأت لأحد المثقفين العرب ممن اغتربوا وتكونوا في الجامعات
الأجنبية,ستجد القصائد الشعرية والمديح الخيالي للثورة المجيدة ووصفها بكونها
مدشنة العصر الجديد عهد حقوق الإنسان وحرية المرأة والليبرالية والعالمانية, لكن
ما لا يعلمه إلا قلة ارتباط هذا الحدث البريء الراقي ظاهريا بعالم السر والحركات
السرية.
الموسوعة وعالم السر والخفاء
إن تغطية الموسوعة بالعلم
والآداب والفنون وأن الغرض من إنشائها هو النهضة العلمية والرقي الفكري هو كما
تقول مؤرخة الحركات السرية نستا وبستر ادعاءات كاذبة وفبركة تامة الغاية منها تغطية
الفاعلين الحقيقيين من ماسون ويهود ونشر بذور الثورة وترسيخ عقائدها في الأنفس
والأذهان.
الموسوعة الفرنسية فكرة ماسونية
حسب نستا وبستر,أول ظهور
لفكرة الموسوعة كان في خطبة للماسوني أندرو رامسي في محفل باريس سنة 1737 الذي قال
فيها: ومن أجل ذلك فان أخويتنا تطلب من كل واحد منكم أن يشارك بآرائه وأفكاره, أو
بجهده وماله من انجاز عمل لا تستطيع أي أكاديمية القيام به,فهذه الأكاديميات لن
تستطيع القيام بعمل كهذا.
فيجب على الأساتذة العظام
في ألمانيا وانجلترا و ايطاليا وغيرها من البلدان أن يحثوا كل المطلعين من الرجال
وكل النابهين من أخويتنا في كل مجال, و أن يحشدوهم من أجل تقديم المواد والمعلومات
اللازمة لإنشاء قاموس كوني لكل الفنون الحرة والعلوم المفيدة ما عدا الدين
والسياسة.
الموسوعة تمويل ماسوني
الموسوعة هي عمل ضخم
ويحتاج إلى تمويل ومقدرات ضخمة لإنتاجه, لذلك كان الرجل الأول وراء ظهور الموسوعة
هو فريدريك العظيم ملك بروسيا, وهو من ملوك الماسون.
بدايات الملك البروسي في
الماسونية كانت سنة 1738 في محفل برونسفيك وكان آنذاك وليا للعهد , ثم صار بعد ذلك
أستاذا أعظم لمحفل كارلوتنبرغ سنة 1740 عند اعتلائه العرش,وفي سنة 1746 كان تحت
قيادته أربعة عشر محفلا , في سنة 1751 وتحت رعايته السامية تم تكوين مذهب جديد في
الماسونية الذي أنشاه اليهودي كارل فون هند وهو طقس المحاكاة التامة لفرسان الهيكل
ويسمى اختصارا بطقس الفرسان.
تميز عهد فريدريك بازدهار
الحركات السرية داخل بروسيا وصارت معقلا ومركزا رئيسيا لعمل ونشاطات مختلف الحركات
السرية, حسب نستا وبستر فان الملك الماسوني البروسي عقد تحالفا مع رجالات وقادة
الحركات السرية في أوروبا لهدم الكنيسة وإزالة المسيحية.
وصلت دعوة رامسي للأساتذة
العظام لفريدريك كونه واحدا منهم فرحب بالفكرة فاعتبرها فرصة ذهبية لبسط يده على
العلماء والمفكرين والأدباء خاصة بفرنسا كما تقول وبستر لتقوية مملكته الظاهرية
بروسيا واحكامه لمملكته السرية مملكة الماسونية.
استدعى فريدريك العظيم
أحد العناصر الأساسية في صياغة الموسوعة هما ديدرو ودالامبير في برلين وفاتحهما في
أمر الموسوعة وأنه سيقوم بتمويل المشروع من ألفه إلى يائه فبدءا العمل مباشرة.
حين صدر المجلد الأول من
الموسوعة سنة 1751 كافأ ملك بروسيا ديدرو ودالامبير بتعيينهما أعضاء في الجمعية
الملكية البروسية,وفي السنة التالية عرض على دالامبير أن يكون رئيسا للأكاديمية
لكنه رفض وفضل البقاء في فرنسا, لكن ظل هو وديدرو يترددان على فريدريك العظيم
باستمرار الذي ظل ينعم عليهم بالأموال طول حياتهما.
شهد شاهد من أهلها
قد يعترض شخص
ويصنف كل ارتباط بالموسوعة وثورة فرنسا في خانة نظريات المؤامرة ويصف متبني هذه
الأطروحة بالهوس ومرضى التفسير التآمري, وهذا بالفعل يصح في حالة غياب الدليل لكن
صلة الماسونية بالموسوعة الفرنسية حقيقة مدعومة بعشرات الأدلة والبراهين.
إن اكبر دليل على ماسونية
الموسوعة والثورة الفرنسية اعتراف بونيه أحد الماسون المشاركين في مؤتمر الشرق
الأعظم الفرنسي المنعقد سنة 1904 في خطبة قال فيها:
في القرن الثامن عشر كان
الموسوعيون يؤلفون في هياكلنا هيئة مضطرمة, كانت هي وحدها التي تستلهم شعارنا المتلألئ
الذي لم يكن معروفا عند عموم الناس يومئذ, الحرية والإخاء والمساواة, وقد أثمر
البذر الثوري في هذه النخبة وأتم إخواننا الماسون العظام دالامبير, وديدرو وهلفتيوس
ودولباخ وفولتير وكوندروسيه تطوير العقول
ومن ثم مهدوا لقدوم العهد الجديد.
Commentaires: 0
Enregistrer un commentaire