Membres

الكابالا|الكابالا والموسيقى
تأثير الموسيقى على النفس البشرية





الكابالا|الكابالا والموسيقى

القبالاه هي فلسفة باطنية عريقة يهودية الأصل والمنشأ اتخذت أشكال متنوعة عبر التاريخ واندمجت في مجالات إنسانية كالممارسات الصوفية والعلوم الباطنية  سيما الخيمياء والسيمياء والتنجيم,القبالاه هي فلسفة غير ثابتة بل تتطور زمنيا ويسهم معتنقوها في كل عصر في توسيع بنيتها المفاهيمية لكي تحتوي تفسيراتها وأطروحاتها معارف ونظريات زمانها.

القبالاه والموسيقى


لم تكتفي القبالاه بالميدان العلمي, بل اقتحمت عالم الفن والموسيقى,اهتم أبناء القبالاه بالموسيقى بل تحول هذا الأخير إلى إبداع حيث أن أول وضع للسلم الموسيقي وتحديد نوتاته كان من عمل الفيلسوف الإغريقي فيثاغورس وهو من أشهر رجال الحركات السرية وأحد أبناء القبالاه النابهين(راجع مقالتنا أخوية فيثاغورس) ,وكان وضعه له نتاجا لعقيدته القبالية في الخلق والوجود.

الموسيقى وعامة الناس


الموسيقى تعتبرمن أنجع الوسائل في تحريك مشاعر الناس عبر مخاطبة الحواس والعاطفة,حيث تخترق الموسيقى العالم الداخلي الوجداني للإنسان متجاوزة العقل والوعي,تنقص وظيفة العقل وترتفع حدة العاطفة والأحاسيس فهي وسيلة للتنفيس عن الضغوط النفسية وأعباء الحياة اليومية لذلك اقترنت باللهو والترفيه والتسلية لذلك هي قريبة من عوام الناس, ومن أفعل الوسائل في تغيير سلوكياتهم ودس أفكار ومعاني تنفذ إلى داخل الإنسان وتستقر في لاوعيه يتشربها الإنسان في غفلة الراحة والاستجمام اللحظية.

الموسيقى والحركات السرية


من أجل هذا, عملت الحركات السرية والقباليين على نشر جل أنواع الفنون والموسيقى واكتشاف النابهين ذوي الذكاء الموسيقي العالي , ورعايتهم والإغداق عليهم ماديا لتحويلهم إلى نموذج يحتدى به ويحاكي الناس بذلك أخلاقهم وسلوكياتهم وأفكارهم.

الأبالسة في عالم السر والخفاء فطنوا لدور الفن عموما في تغيير هندسة المجتمعات, لذلك وظفوا أهل الفن والطرب كوسيلة لتشكيل وإعادة تحوير عقائد المجتمعات وجعلها في الصورة التي تخدم مخططات الحركات السرية.

وظائف الموسيقى القبالية


تقتصر وظيفة الموسيقى القبالية على دورين مركزيين, دس عقائد القبالاه حول الألوهية ونشر ثقافة الانحلال,فالقبالاه هي في الأساس فلسفة باطنية والباطنية عموما تشترك في تصور للألوهية يختلف عن الأديان السماوية التقليدية كمبدأ الحلولية أي حلول وتجسد الإله في المخلوقات ووحدة الوجود أي اتحاد الخالق بالمخلوقات وكونهم وحدة غير قابلة لتجزأ والتفرد, تستغل الحركات السرية الموسيقى كونها وسيلة ترفيهية مشهورة من أجل تمرير الأفكار القبالية وتحريف مسألة الألوهية في غلاف الأغاني والأشعار.

تتجلى الوظيفة الأخرى للموسيقى والفن في تهتيك نسيج المجتمعات الأخلاقي عن طريق ادعاء التحرر الإبداعي من أجل زعزعة وإزاحة المعايير والموازين الدينية والقيمية الأخلاقية للمجتمعات بحيث تصبح الموسيقى والفن هي النبع الذي يكون منظومة القيم والأخلاق وعقائد وأفكار المجتمعات البشرية.

اختراق الفلسفة القبالية للموسيقى


الخلق في الفلسفات الباطنية يختلف كليا عن الديانات الإبراهيمية الثلاثة, فالقبالاه مثل نظيراتها الباطنية تعتبر أن الخلق كان بصدور الموجودات وانبثاقها من ذات الإله عبر الأصوات, وأن هذه الأصوات كونها من عند الإله الكامل فهي منضبطة حسابيا وهندسيا.

!!السلم الموسيقي أصله قبالي


هذا ما دفع فيثاغورس للبحث عن علاقة منظمة بين وحدات الصوت, من أجل وضع الأصوات في أرتام منتظمة تحاكي الأصوات التي كان بها الخلق وما زالت تتدفق في الموجودات وحركة الأجرام السماوية والكواكب,ابتكر فيثاغورس السلم الموسيقي وقام بوضعه بشد وتره بين باب بيته والحائط يحاكي به الوتر الذي يعتقد أنه مشدود بين الإله والموجودات, وتعبر الأصوات الصادرة عنه أصوات الوتر الإلهي التي هي أداة الخلق و روح وفيض الإله النوراني في الموجودات, فيمكن حينئذ التوحد بها و عبرها بروح الإله.

تطور الموسيقى القبالية عبر الزمن


بحكم القبالاه هي عبارة عن مجموعة من الأفكار والفلسفات التي تتطور وتتبلور تناسبيا مع الزمن, لم يكتف القباليون بنموذج السلم الموسيقي لفيتاغورس, بل اتخذت فلسفة الموسيقى القبالية شكلا جديدا عن طريق ربط الذات الاهية بالنغمات الموسيقية وكون كل نغمة موسيقية تعبر عن صفة من صفات الذات الإلهية , وهي الصفات التي تتكون منها شجرة الحياة القبالية أو شجرة السفيروت, فأول نغمة هي دو تتجلى فيها صفة تشيسيد أو الرحمة الإلهية, والنغمة الثانية ري تمثل صفة جيموراه أو الشدة في الذات الإلهية.

نغمات السلم الموسيقي تمثيل صوتي لصفات الذات الالهية وتوصل اليها, والتأليف الموسيقي هو توليف بين هذه النغمات لمحاكاة الانسجام والتناسق بين هذه الأصوات التي تتكون منها الذات والالتقاء معها.

اثار القبالاه في الموسيقى


القبالاه كان لها آثار كبيرة في الموسيقى فأغلب أشهر الموسيقيين في الغرب من أبناء القبالاه بل أعضاء في منظمات وجمعيات سرية كالماسونية أشهرهم موزارت وبيتهوفن التي ثمثلأ أعمالهم بالرموز الماسونية والموسيقى التي تترجم الأفكار والفلسفة القبالية.

لم يسلم الشرق من سطوة وتغلل القبالاه, فالموسيقى والترانيم والأذكار الخاصة في الطرق الصوفية ليس سوى من آثار القبالاه في ثوب عربي إسلامي.

إن أكبر اثر تاريخي للقبالاه في العالم التي ربي عليها أغلب البشر والتي يتم الترويج لها في مختلف الأوساط والمنابر الإعلامية والتعليمية هي مقولة الموسيقى غذاء الروح فهي فكرة قبالية محض مفادها التقاء وتوحد الروح الإنسانية بالذات الإلهية عن طريق الأصوات والنغمات الموسيقية لخلق التناسق والانسجام بين الإله والإنسان.



المصدر: د بهاء الأمير القبالاه والموسيقى
عالم السر و الخفاء
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of التاريخ الخفي .

جديد قسم : القبالا اليهودية

Enregistrer un commentaire